شاطئ الإنسانية.......

نعم ... كثيره هى تلك الاحداث التى تقع كل لحظه تحت سمع الانسان وبصره
معلنه عن ضآله هذا الانسان وما يملك من قوى وآلات ومعدات مستحدثه
لعل رشده يثوب اليه ويرعوى الى الحقائق الكونيه التى لا تفتأ تهزه
لتجرده من بعض غلوائه وتسقط عنه اسباب غروره وطغيانه وتشفيه من ادواء
فجوره وغفلاته.
ولعل ابرز تلك الاحداث ما اصاب اعظم دوله عرفتها البشريه منذ
وجدت الارض واستخلف ادم وابناؤه فيها ...
فاخترقت التحصينات الامريكيه العديده والمتنوعه والمستمده من احدث ما توصل
اليه الانسان من وسائل مانعه واجهزه مستحدثه الى غير ذلك من القوى المنيعه
والمتطوره التى عزز بها الامريكيون عاصمتهم ليؤكدوا اسباب تسلطهم على العالم جميعه
وهيمنتهم على كل اموره وتمكنهم من قيادته وفق اهوائهم وليعلنوا ...
انهم وحدهم من يوفر الامن والامان وانهم وحدهم من يكنز الثروه و
يتحكم فى اخطر انواع السلاح فتكا وتدميرا وافناء وانهم وحدهم الذين
يملكون الامر والنهى متصورين انهم اصبحوا آلهة العصر التى لا تقبل شريكا
مرددين ما صاح به فرعون منذ آلاف السنين قائلا
انا ربكم الاعلى
ثم ما تصدى به لموسى عليه السلام
يأيها الملأ ما علمت لكم من اله غيرى فاوقد لى يا هامان على الطين
فاجعل لى صرحا لعلى اطلع الى أله موسى
صدق الله العظيم
ولكن ... هذه التحصينات والموانع تهاوت فى لحظات قصيرة فى الحادى عشر من سبتمبر سنه 2001
فنزع عن اقوى دوله واحصنها ما كانت تتوارى تحته من لباس خادع حتى بدت سوآتها وظهر
ما كان خافيا من مظاهر ضعفها وتحللها فأصيب هؤلاء الآلهه بزلزال
جعلهم يبدون سكارى وما هم بسكارى قصاروا فى ذهولهم يخبطون بأقوالهم
خبط عشواء يلصقون التهمه بهذا وبذاك ويحركون المشاعر من هنا وهناك
محاولين ان يصرفوا الناس عن الحقيقه ويجعلوهم امام تلك الآيه المفزعه يمرون عليها وهم معرضون
ومع انهم حققوا نجاحا كبيرا فى هذا الصدد لم يلبث اهل الفكر والرويه
ان يستلوا انفسهم من بين تلك البراثن ويلتفوا بفكرهم المتأنى وتأملهم
الراصد الى تلك الآيه الكبرى ليستبصروا حقائقها وليقفوا على جذورها ويحيطون بأصدائها
وقد فلح عدد كبير من الكتاب فى قيادة العالم الى عملية الاستبصار المتانى
ليضع هؤلاء الآلهه الضالين المضلين امام الحقائق التى يعملون على اخفائها
وكشفوا لامتهم وللعالم طرفا من تلك الحقائق ويخرجونها من دائرة التعتيم القاهر...